المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من إستشرافات البروفسور رشوان, هل الشرق الاوسط مستعد للضربة القادمة؟ - للتثبيت


السكون الصاخب
09-12-2018, 07:42 PM
من إستشرافات البروفسور رشوان, هل الشرق الاوسط مستعد للضربة القادمة؟
2007

https://d.top4top.net/p_9843h6lq1.jpg (https://www.rushwan.com/clairvoyance)
المقاطعة ليست فقط لمعاقبة من ظلموا الأمة الإسلامية و أساءوا عن عمد لما تمثله الأمة للإنسانية من نجاة , كيف لا و قد شهد رب الإنسانية لهذه الأمة بأنها خير أمة “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” [آل عمران:110] , إذن فالأمر محسوم بشهادة إلهية مشروطة و الحقيقة ليس المقام هنا توضيح الشروط بإسهاب و إن كانت مشروحة في مواقع كثيرة على الإنترنت أو حتى أبسط كتب التفسير فالأية لا تحتمل التأويل أو التنازل عن هذا الشرف الإلهي , فتوجيه عقلاء الأمة كما أحاول في هذا المقال المتواضع و دفعهم عمليا هو من شروط الأمر بالمعروف و منع المنكر بما وضح في القرآن و السنة و اتفق عليه علماء الحسبة هو الشرط الثاني و تنفيذ الأوامر الربانية و منها ” وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ”[ سورة الأنفال (60) ] و من القوة القاسم المشترك موضوع المقال, فالمقام هنا كما بينت هو قاسم مشترك بين ثلاث مواقف تقفها الأمة , فكما قلنا المقاطعة ليست فقط للعقوبة و إلا كان كافيا جداً أن تتم المقاطعة بمجرد مقاطعة الغير لمنتجاتنا بشكل مباشر أو غير مباشر مثل القوانين الوضعية بالطبع و المفصلة لصالح منتجات غير المسلمين بل و العجب ضد منتجات المسلمين حتى لو كانوا منتجين من داخل البلد الغير مسلم نفسه و كلنا نرى ذلك و نحسه و طبعا هناك استثناء لمعتوه يفضل أن يحشر يوم القيامة مع من ظلموه و العياذ بالله, و لذلك كانت المقاطعة سائغة من باب المعاملة بالمثل , لكن إذا وصل الأمر إلى المعادة الواضحة و الحرب في العقيدة و السبب واضح في الاحتفاظ بمن تحت أيديهم من البشر بعيدا عن الإسلام كالعبيد للمادة و الجنس و الشهرة الزائفة و منعهم من التحرر و الخروج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, ذلك السبب الخفي و الذي لن يفصحوا عنه أبداً يجعل أكثر من جهة في التكاتف المشبوه ضد الإسلام لحفظ عبيدهم بالرغم من إختلافهم فيما بينهم لدرجة العداء و بالتالي الاحتفاظ بما يدرونه من سلطة و مادة و الأمر لا يختلف كثيرا عن ماضيهم و إن اختلفت الثياب و الأسماء , فقط الثياب و الأسماء , إذا فالمقاطعة في هذه الحالة أصبحت واجبة و ليست اختيارية ليس فقط لعدم دعم من يريد منع نور دين الله بل لحماية الأمة مما قد يصدر لها من سموم مدسوسة و أمراض و الحوادث المثبتة في المنتجات المصدرة للعالم العربي و الإسلامي كثيرة صحيا و معنويا من برادة الحديد في حبوب الصداع إلى كتابة لفظ الجلالة أسفل الأحذية و هذا مقام آخر لن نسهب فيه حتى لا نأخذ تركيز القارئ من القاسم المشترك الذي نريد أن نصل إليه, و هنا تأخذني الخاطرة الأساسية إلى أمر هام في المقاطعة: أين المقومات الشخصية و المحلية لمساندة المقاطعة بدون انهيار أقسام من حياة الأمة , ما معنى ذلك؟ دعني أشرح , أبسط أنواع الحياة كالبداوة و في رأيي أروعها لها مواصفات قياسية و معايير حياتية – Living Standards – و إن كان ذلك يدهش البعض و لكن لا تعجب فالبدوي لا يقترب أكثر من ثلاثين خطوة أو مترا مجازاً من بئر مائه عند قضاء الحاجة بل و تزيد في التجمعات و يخرجون إلى مكان يسمى المبرز و إن أتخذ المبرز داخل البيوت اتخذت بئر الماء بعيدا و اتخذت السبل لتوصيل الماء نقي و طاهر بعد ذلك, البدوي متخصص في العلاج الطبيعي بمهارة و أنواع الأعشاب النافع و الضار له و أولاده مع اختلاف ذلك لأغنامه و كذلك ذاكرة جيولوجية لأراضي الماء و تهيئة الخيمة في الأعالي الوسطية مع تجنب اضطرابات الريح , كذلك التحكيم الشرعي في حالة الاختلاف و الحماية الشخصية في وسط الصحراء و مهارات توقع الطقس و استقراء العواصف و تقلب إتجاه الريح بل و شمها و فراسة معرفة ما وراءها و معرفة أوقات الصلاة بدون ساعة يد و الإتجاهات و خاصة قبلة الصلاة ببساطة من الشمس و النجوم بالرغم من إختلاف دلالاتهم مع إختلاف الفصول و كذلك تتبع الأثر و قراءة الأوجه بفراسة المؤمن و تحري الهلال بشروطه الشرعية أول كل شهر و خاصة رمضان و الأعياد و هي سُنة إفتقدها أغلب المسلمين بعد التجهيل بهويتهم و رسالتهم و حقوقهم و الحصار الثقافي المتعمد ففي حين تنتشر ثورة الصورة و الفيديو على كل صعيد إلا أنه لا ينشر صورة هلال الشهر الجديد أبداً و يفقد المسلمين شرف تفقد الزمان بعد أن سلبوا المكان و هذه فقط أمثلة , نرجع لمثلنا , البدوية ماهرة لدرجة التخصص و التميز من بدوية لأخرى في صنع الزبد و الجبن و الحليب الصحي و اللبن الرائب و التخزين الصحي للحوم و تقديدها مثل البسطرمة و لكن بدون الثوم الحضري و الخبيز للحضر و السفر باختلافهما و نسب مقاديره و حفظها ثم حفظ الخبز نفسه و كذلك حفظ الماء و استجلابه بل و إنتقاء الملح الصحراوي أو البحري و فن حفظه بمعزل عن الماء و المطر – كذلك غزل الخيط و نسج ملابس و فرش و خيمة أسرتها بل و التفريق بالنظر قبل الملمس بين الشعر و الصوف و أنواعهما و صباغهما – كثير من بنات و أبناء الأمة لا يعرفون حتى أنواع الأقمشة و لا استخداماتها المختلفة ليصبحوا مقلب لـ – – بضائع العالم تحت راية العولمة بملابس الشوارع الخلفية لنيويورك المصنعة في شرق أسيا مع الالتهابات الجلدية و قد غيبوا عن ملابس ابناء و بنات الأمة و التي كانت عملية جداً و قيمة جدا و ناجحة جدا أوقات صلاح الدين الأيوبي و المشروحة في كثير من السرد التاريخي لمراحل إنتصار الأمة – البدوية خبيرة في خامات التجميل و التعطر الطبيعية من البيئة المحيطة و التي تجعلها نضرة لزوجها بالرغم من قسوة البيئة أحيانا و لكن على الأقل بعيدا عن أحمر الشفاه المصنوع من دهن الخنزير تحت شعار أشهر الماركات , لاحظ أن تجمل المسلمة لزوجها هو من حسن التبعل الذي أمر به الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم فالمؤشرات الإجتماعية هي جزء من قياسيىة الحياتية في المجتمع الإسلامي – Social indicators and living standards – ببساطة لأن الأعمال هنا و بكل فخر موجهة بالتعاليم الشرعية – البدوية تعين زوجها على تحضير الدواء لأبنائهم و تهيئة الخيمة و نقل تلك المهارات و التقنيات إلى الجيل التالي و إشراكهم تدريجيا فيها ثم الليالي القمرية وما فيها من غزل حلال بين الزوجين و شعر صريح و تفسير للرؤى و قيام لليل و نشاط يكاد يضاهي روعة النهار – هل وصلت إلى ما أعنيه؟ تماما……. فكل حياة مهما بلغت بساطتها الظاهرية في أي قسم من أقسام الأمة مبني بعد الاعتماد على الله مبني على المقومات الشخصية و أقصد بها التقنيات الشخصية في أقسام الحياة المختلفة و قد بينتها في أحد مقالاتي السابقة , و هنا أقول حتى حياة المدينة أو الزراعية أو الساحلية لها مقومات شخصية تحتاج إلى كتاب لا لمقال لتوضيحها لأن الأمر سيتطلب استنباط المقومات البديلة لما نستورده لتنجح المقاطعة و تصبح انتصارا لا معاناة

فإن لم ينتبه المسلمين فرديا بحتمية رفع كل شخص لمقوماته الشخصية بدون الانتظار للمشاريع الوطنية و القومية التي لن تجئ و بدون التواكل على مؤسسات كبرى تقف بسهولة وقت الحصار مثل الكهرباء و الماء و الوقود ثم المخابز ثم آليات توصيل الخضر و الفاكهة فتنقطع ثم انعدام الأمن, بل تقف المؤسسات الخاصة المنتجة لمجرد التهديد و يتحول كل من فيها و قد تعودوا أن يكونوا قرص من آلة و لكن ليس أبدا شخصية قائمة بنفسها إلى مجموعة يتامى كلٌ في بيته أو على ناصية شارعه و إذ بمهندس بريمة الحفر يعتبر أن عمله كسائق تاكسي هو إنتصار مع إحترامي للمهنتين و ذلك لأنه لم يحاول أبداً تركيب حفار شخصي و هو جزء من تقنيات بنك التقنيات و إذ بالطبيب لتعطل أجهزة المستشفيات و إنقطاع الدواء الأجنبي يعمل طباخ في مطعم مع إحترامي للمهنتين و ذلك لأنه لم يجرب العلاج من بيئته و تركيب أجهزته بيديه و هي تقنيات متوافرة من بنك التقنيات, كل هذه أمثلة واقعية لما يحدث أثناء الحصار و إذ بشخص يصنع أفران الطين ينقذ الملايين, إنها التقنيات الشخصية و الفردية, يجيء معها زراعة النوافذ و الشرفات و الأسطح بتربة بأحواض متنقلة تحمل من الرجل و زوجته و تملأ بتربة خصبة أو حتى رمال صحراوية بعد تخصيبها بزراعتها بالفول أو البرسيم لجزء من الموسم ثم فرمها في المطبخ و خلطها بالتربة فتحصل على خصوبة تستمر سنوات للخضر و الفاكهة مثل الخيار و الطماطم و البقدونس و الفراولة و التوت بل و الأعشاب الطبيعية للتطبيب و العلاج مثل الدوش و الأشواجنده و الشاي الأخضر و النعناع بل و الجينسينج, ناهيك عن بساطة المشروم في المخازن غير المستعملة كل هذا وغيره قمت به شخصيا و قام به أفراد متفرقون من الأمة و بقى تثبيته و نشره كسلاح بقاء بيد المسلمين , يجيء أيضا مهارات وقود الديزل للنقليات و مولدات المستشفيات من زيت الطعام المستعمل و زيت الوقود و التدفئة من زيت السيارات المستعمل و زيت الطعام من عصر الأعشاب البحرية لما فيه من فيتامين هـ و د الغير متواجدين في الزيوت الأخرى بنفس الغزارة , و الصناعة الفردية لطوافات النقل من مواسير البلاستيك أو البامبو و الفل و المشمع و المحركات المستعملة بل يمكن تحريكها بالأرجل مثل الدراجات و استطلاع وجود الآبار و حفرها و لو بالتدرج بجانب الشواطئ البحرية, إن التعويل على المؤسسات الكبرى أثناء الحصار هو وهم كبير و التجربة أثبتت ذلك , بالمقارنة بين المقومات الشخصية للمسلمين و خاصة الذين يعيشون في ثقافة المشاحنة و السطحية التي تعيشها أغلب الدول العربية و الإسلامية حيث لا يحسن البعض قلي بيضة – أعتذر و لكنه تنبيه واقعي مع تقديم الحل و ليس جلد للذات – و بين المقومات الشخصية لدول ملاصقة و معادية يعرف أفرادها تماما نظم المجتمعات الصغيرة المتكاملة في التغذية و الطاقة و الماء و حتى نظم الحماية و العلاج و المراقبة المحلية ناهيك عن الأسلحة و الحرب الكيماوية و يتفاخرون بذلك فيما بينهم ندرك تماما أن سد تلك الفجوة أمر واجب على كل مسلم و مسلمة فالمصاب ليس ببعيد
https://e.top4top.net/p_984u5fni2.jpg (https://www.rushwan.com/clairvoyance)
أما الكوارث و قد آلفتها الأمة و لكن يبدو أن الرسالة لم تصل بعد, ففي الكارثة سواء سيل أو فيضان أو زلزال أو انهيار أو خسف أو حريق كبير أو تصادم متعدد أو غرق جماعي أو النزوح بالجملة لا قدر الله يكون التعاون مرتجل و بدون تدريب مسبق بالطبع في الدول

https://www.rushwan.com/clairvoyance